الأدب و الأدباء

الطائر الحر

احجز مساحتك الاعلانية

زكية محمد

لم يكن سوى حطاب فقير ، بشوش الوجه ،وسيم ،معتدل القامة ،غضبه قصير ،يدعى محبوب الغابة الكبير. كل الأشجار الباسقة لا يهبن منشاره الكهربائي اللئيم ، كجراح متمكن لا يبتر سوى الجدوع التي تفشى بها المرض الخبيث. بجناحين مهيبتين ،أحلق عاليا فوق سماء الحيرة .أحدق بعينبن ثاقبتين ،فأبصر قلبه جبلا تفجرت منه ينابيع المحبة والرحمة ،شلالا يتدفق دفءا وسكينة. أي علاقة تجمعه مع آلة باردة تتخد من الموت مبررا للحياة؟ وكيف تسنى له إخضاعها لقراراته التي تتبع حمية غدائية صارمة وهي الأداة المعروفة بالشراهة و الطمع؟
نظر إلي نظرة لامست ريشي الأبيض الناعم قائلا: الشمس الذهبية كم هي رحيمة ….ما أعظمها.!! أيها الطائر الحر تذكر جيدا ،متى رتل الصقار العنيد ترنيمة العيد في موسم الجليد ،أن وهج الشمس الشديد لا ينسج سوى سراب وطن سعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى